قهرونا بالزيادات....فلنتحرك لإسماع صوتنا !
وجهت أطاك المغرب نداء للشعب المغربي جاء فيه : تواصل الحكومة المغربية بعد مهزلة انتخابات 7 شتنبر 2007، هجومها على القدرة الشرائية للكادحين. فقد برز مسلسل الزيادات المتثالية المهولة في الأسعار بشكل كبير في الأشهر الأولى من هذه السنة، حيث شملت جميع ضرورات الحياة اليومية للمواطنين من خدمات عمومية كالصحة (تسعيرة الاستشفاء) والماء الشروب والكهرباء ووسائل النقل، وكذا المواد الغذائية الأساسية كالسكر والشاي والحليب والزيت والخضر والفواكه و مواد النظافة، إلخ. وكان رد الفعل الشعبي واسعا من خلال الاحتجاجات التي خاضها المواطنون في عديد من مناطق المغرب مدنا وقرى، كانت آسطعها مسيرة 6000 مواطن بمدينة بوعرفة. وعوض التراجع والاستجابة للمطالب الشعبية، تصر الدولة على تحميل فقراء هذا البلد مزيدا من الأعباء الناتجة عن اختياراتها الاقتصادية اللاشعبية حيث تفاجئ المواطنون الأسبوع الماضي بزيادات جديدة في أثمنة الدقيق والخبز والزيت والزبدة بنسب تتراوح بين 20 و 25 في المائة. وقد تزامنت هذه الزيادات مع متطلبات الدخول المدرسي و شهر رمضان الكثيرة مما يكشف استهتار الحاكمين بمعاناة الشعب، وزيف جميع خطاباتهم حول محاربة الفقر وضمان التكافل الاجتماعي، إلخ.
تجد هذه الزيادات جذورها في تخلي الدولة عن دعم أسعار المواد الأساسية بإيعاز من المؤسسات المالية والتجارية العالمية، وتركها مجالا للمنافسة التي تهيمن عليها شركات كبرى في التجارة والتوزيع كمرجان، أسيما، ميترو وأسواق السلام وغيرها والتي تشن غارة على جيوب المواطنين لتنمية أرباحها الخاصة. كما تجد جذورها أيضا في تهميش الفلاحة المعاشية و تفقير جماهير الفلاحين الكادحين، مما أدى إلى تبعية غذائية كبيرة صار من خلالها أمننا الغذائي رهينا بالشركات المتعددة الجنسيات حيث يتم استيراد معظم المواد الغذائية الأساسية و على رأسها القمح. وسيتعمق هذا الارتهان مع تطبيق اتفاقيات التبادل الحر مع أوربا و الميريكان مما ينذر بكوارث اجتماعية حقيقية.
إننا في أطاك المغرب، إذ نندد بشدة بهذه الزيادات، نطالب بــ:
· التراجع الفوري عن هذه الزيادات في الأسعار، والتخلي عن ربط أثمان مواد الاستهلاك الأساسية بمنطق السوق
· إعادة سن القانون المتعلق بالرفع العام للأجور تبعا لغلاء المعيشة "السلم المتحرك للأجور"
· الزيادة في الحد الأدنى للأجور وتوحيده في القطاع الصناعي والفلاحي
· وقف مسلسل تفويت المؤسسات و الخدمات العمومية لفائدة الرأسمال الخاص الذي ينمي أرباحه على حساب المواطنين من خلال الفاتورات الشهرية الباهظة (ليديك بالبيضاء، أمانديس بتطوان وطنجة، إلخ)
· متابعة المجرمين الاقتصاديين الذين نهبوا و مازالوا ينهبون فلوس الشعب.
إن أطاك المغرب تشيد بالتعبئات الشعبية لمناهضة الغلاء و تدعوا كافة مجموعاتها المحلية والأنوية ومناضليها مواصلة النضال الميداني ضد غلاء الأسعار والتنسيق مع جميع المعارضين الحقيقيين للسياسات الليبرالية إطارات وأفراد، لتنظيم رد شعبي واسع.
كما تدعوا كافة المواطنين و المواطنات للاحتجاج و التعبير بكل الوسائل التي يرونها مناسبة من أجل إسماع صوتهم و الدفاع عن مصالحهم و حقهم في العيش الكريم.
فلن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت !
الرباط في 16 شتنبر 2007