من أشعار أحمد مطر ... عملاء ومفقودات
عــمــلا ء
الملايين على الجوع تنام ،
وعلى الخوف تنام ،
وعلى الصمت تنام ،
والملايين التي تصرف من جيب النيام ،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،
ومشانق ،
وقرارات اتهام ،
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ،
وبتوفير الطعام ؛
عرضنا يهـتـك فوق الطرقات ،
وحماة العرض أولاد حرام ،
نهضوا بعد السبات ،
يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،
تحت أقدام السلام ،
أرضنا تصغر عاما بعد عام ،
وحماة الأرض أبناء السماء ،
عملاء ،
لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ،
كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ،
حول جدوى القرفصاء ،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
مفقودات
زارَ الرئيسُ المُؤتمنْ
بعضَ ولاياتِ الوطنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العَلَنْ
ولا تخافوا أحداً .. فقد مضى ذاك الزمنْ
فقالَ صاحبي " حسنْ " :
يا سيدي
أينَ الرغيفُ واللبنْ ؟
وأينَ تأمينُ السكنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهنْ ؟
وأين منْ
يوفرُ الدواءَ للفقيرِ دونما ثمنْ ؟
يا سيدي
لم نَرَ منْ ذلكَ شيئاً أبداً
قال الرئيسُ في حَزَنْ :
أحرقَ رَبّي جَسدي
أكَلُّ هذا حاصلٌ في بَلدي ؟!!
شكراً على صِدْقكَ في تنبيهنا يا ولدي
سوفَ تَرَ الخيرَ غداً .
************
وبعدَ عامٍ زارَنا
ومَرَّةً ثانيةً قالَ لنا :
هاتوا شكاواكُمْ بصدقٍ في العَلنْ
ولا تخافوا أحداً
فقدْ مَضى ذاك الزَّمَنْ
لمْ يَشتكِ النّاسُ !!
فَقُمتُ مُعلناً :
أينَ الرغِيفُ واللبنْ ؟
وأينَ تأمينُ السكنْ ؟ وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يُوَفِّرُ الدَّواءَ للفقيرِ دونما ثَمَنْ ؟
معذرةً يا سيدي
... وأينَ صاحبي " حَسَنْ " ؟؟؟!!!
هذه الأمة ماتت والسلام
أحمد مطر
أحمد مطر