هولندا تطالب بحماية مواطنيها بالعالم الإسلامي

التقى وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاخن الإثنين بسفراء الدول الإسلامية في امستردام لبحث تداعيات فيلم "فتنه" الذي ينتقد الإسلام .

وتزامن اللقاء مع احتجاجات أخذت أشكالا مختلفة ضد الفيلم في عدد من الدول الإسلامية.

في الوقت نفسه ، نقل عن منتج الفيلم عزمه إدخال تعديلات على الفيلم حتى لا يتعرض لأية دعاوى قضائية.

وقالت التقارير إن لقاء فيرهاخن بالسفراء المسلمين استهدف تهدئة الغضب في الدول الإسلامية إزاء الفيلم ومطالبة هذه الدول بحماية المواطنين والممتلكات الهولندية لديها.

وكان خِرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني ، قد بث الفيلم على شبكة الإنترنت الاسبوع الماضي.

ويتهم الفيلم ،الذي لايتجاوزطوله 17دقيقة، الدين الإسلامي بالدعوة للإرهاب وقتل الآخر.

ويدعو الفيلم أيضا إلى وقف ما وصفه بأسلمة أوروبا. واعتبر هذه الدعوة دفاعا عن الحرية في الدول الأوروبية.

وعقب لقائه بالسفراء ،أعرب وزير الخارجية الهولندي في بيان عن "سعادته بردود الفعل الهادئة" من جانب العالم الإسلامى حتى الآن.

غير أن البيان أشار إلى أن "الشعارات الحماسية في بعض الدول تشير إلى أننا بحاجة إلى إلتزام اليقظة".

وحضر اللقاء سفراء ست وعشرين دولة إسلامية.

وقال الوزير في بيانه إن الفيلم لايعكس بأي حال وجهات نظر الحكومة الهولندية.

وأكد فيرهاخن أن حكومته تقر بأن الفيلم "آذى مشاعر" المسلمين. غير أنه طالب بضرورة " ألا تكون المشاعر المجروحة ذريعة للإعتداء والتهديدات".

وبالتزامن مع اللقاء ، تظاهر مئات الإندونيسيين أمام السفارة الهولندية في جاكرتا احتجاجا على الفيلم.

وألقى بعض المتظاهرين البيض وزجاجات المياه على السفارة. واصطف رجال شرطة مكافحة الشغب حول السفارة لإبعاد المتظاهرين عنها.

وحمل بعض المتظاهرين لافتات تصف منتج الفيلم بأنه "إرهابي مسيحي". ودعت لافتات أخرى لقتله.

وكان مئات من طلبة المدارس الإندونيسيين قد تظاهروا ضد الفيلم في جاوا وسط البلاد الأحد.

تحذيرات من الثأر

من ناحيته ، قدمت المعارضة الإسلامية في ماليزيا الإثنين رسالة احتجاج إلى السفارة الهولندية في كوالالمبور.

ودعا الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا إلى "مقاطعة عالمية للمنتجات الهولندية".

واعتبرت الرسالة أن الفيلم "خلق توترات ليس لها داع. وحذرت من أنه "سوف يحرض على للثأر من جانب المسلمين مالم يسحب".

وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت الأحد السفير الهولندي وأبلغته احتجاجا علي الفيلم الذي وصفته بأنه" مسيئ ومعادى للإسلام".

من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء الهولندية" أيه إن بي" عن منتج الفيلم قوله إنه سوف يدخل تعديلات على الفليم لتفادى مواجهة أية دعاوى قضائية ضده.

وأكدت الوكالة إن ويلدرز لن يغير جوهر الفيلم ورسالته المناهضة للإسلام.

وأشارت إلى أن التعديل يهدف إساسا إلى الحيلولة دون التعرض لإجراءات قانونية تتعلق بأي خرق محتمل لحقوق الملكية الفكرية.

كاريكاتور آخر للنبي

ويستهدف التعديل ،حسب الوكالة ،حذف الكاريكاتورالذي يصور النبي محمد معتمرا قنبلة بعد أن اشتكى الرسام الدنماركي كورت فيستيرجارد من أن ويلدرز لم يحصل على إذن باستخدامه في فيلمه.

غير أن ويلدرز صرح بأنه سوف يستخدم رسما كاريكاتوريا آخر للنبي محمد.

في الوقت نفسه، صرح محمد رباعي رئيس الإتحاد الوطني للمغاربة في هولندا بأنه سيرفع دعوى قضائية ضد الفيلم الذي وصفه بأنه " يحرض على الكراهية ضد المسلمين".

 BBC ARABIC