فريق منظمة العفو الدولية يروي ما حدث من بين أنقاض غزة

Publié le par amnesty.org

20 يناير 2009

واصل فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة العفو الدولية، الذي وصل إلى مدينة غزة يوم السبت، جمع الأدلة على مدى التدمير الذي لحق بالقطاع.

ففي تقرير ضمن مدونة منظمة العفو الدولية  "لايفواير" ، وصف الفريق كيف أن "أحياء كانت فيما مضى تعج بالحياة قد غدت مشهداً أشبه بسطح القمر"، وإلى حد أنه "ليس ثمة عدسة تصوير تستطيع أن تلُّم أبعاد الدمار الذي لحق بالمدينة في لقطة واحدة مهما اتسعت".

ووصف الفريق أيضاً كيف أن خطوط الكهرباء قد تحولت إلى مِزق، بينما تفجرت الأنابيب التي توصل المياه إلى الأهالي شر تفجير. فغدت البنية التحتية لغزة الآن في حالة من البؤس لا أشد. بينما أصبحت ساعات الظلام الدامس الطويلة هي الأصل، ولا يجد آلاف الأهالي سبيلاً إلى الحصول على الماء النظيف، وتتدفق مخرجات الصرف الصحي في الشوارع من مجاريها المحطمة.

في يوم الإثنين، علم الفريق بأنه لم يكن ثمة مكان يذهب إليه الناس خلال الأسابيع الثلاثة الماضية كي يشعروا بالأمان. فالمدارس والمرافق الصحية ومباني الأمم المتحدة تعرضت جميعاً للقصف بقنابل الجيش الإسرائيلي العشوائية. إذ استهدفت قنابل المدفعية المصمَّمة أصلاً لكي تطلق على الأهداف العسكرية التقليدية في أرض المعركة، وليس لانتقاء الأهداف المدنية، المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية بالقصف.

ففي مدرسة ابتدائية تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في بيت لاهيا، حيث لجأ 1,898 من الأهالي هرباً من القصف، أصابت قنبلة مدفعية في السادسة صباحاً أحد الصفوف في الطابق الثاني من المبنى الذي اتخذ 35 شخصاً منه ملاذاً كانوا نائمين، فلقي طفلان شقيقان، يبلغان من العمر خمس وسبع سنوات، مصرعهما.

بينما "أصيبت شقيقتهما البالغة من العمر 18 عاماً بجروح بليغة أدت إلى قطع أحد ساقيها. وفقدت الأم إحدى يديها ولحقت برأسها إصابة خطيرة. كما أصيب اثنا عشر شخصاً آخرون بجروح. وأبلغنا أقاربهم أن هؤلاء كانوا قد فروا من منازلهم جراء القصف المتكرر وقدِموا إلى المدرسة بأمل أن يجدوا الحماية".

وقرب أنقاض المدرسة الأمريكية في غزة، تحدَّث الفريق إلى والد حارس المدرسة، محمود محمد سلمي أبو قليق، الذي قُتل عندما قصفت طائرة إسرائيلية من طراز إف 16 حرم المدرسة. وقد تحوَّلت المدرسة الدولية الوحيدة في غزة الآن إلى "جزء من المشهد المستقبلي لفلسطين"، فغدت مجرد كتلة ضخمة من الأسلاك الملتوية وصفائح الإسمنت المسلح الهائلة.

"
جلس الرجل العجوز يحدق في الأنقاض وأوضح لنا كيف أنه حاول الاتصال بالهاتف النقال لولده عندما سمع صوت التفجيرات المدوِّية، بيد أن الهاتف النقال على الطرف الآخر ظل صامتاً ... وعُثر على جسد ابنه الممزق على مسافة 50 متراً من المدرسة".

وزار الفريق كذلك المكتب الميداني للأونروا في مدينة غزة، الذي تعرض للنيران الإسرائيلية في 15 يناير/كانون الثاني. كانت المخازن المليئة بالأغذية والأدوية وبغيرها من المساعدات الإنسانية قد دُمِّرت عندما تساقطت كتل الفسفور الأبيض وقنابل المدفعية الإسرائيلية الشديدة الانفجار على مجمع الهيئة الدولية.

"
بعد أربعة أيام من القصف، كانت النيران ما زالت تشتعل – وكانت البقايا المتفحمة والمشتعلة لما قيمته ملايين الدولارات من الغذاء والدواء قد اتشحت بالسواد. أما المشهد في الساحات المحيطة بالمستودعات فكان لا يزال يشتعل بآلاف اللترات من زيت الطبخ المنسكب الذي كانت السنة اللهب تنبعث منه. وإلى جانبه عدة مركبات تابعة للأمم المتحدة وقد تحولت إلى حطام جراء الهجمات".

أما مستشفى القدس في مدينة غزة، فلم يسلم من القصف. حيث تحولت مخازنه الطبية إلى رماد، بينما قامت الدبابات الإسرائيلية بسحق سيارات الإسعاف لإقامة حواجز على الطريق.

"
كان مئات من الأشخاص الذين يسكنون المباني القريبة قد اتخذوا من مباني المستشفى ملاذاً لهم، تماماً كما استجار آخرون في أماكن أخرى بالمدينة بمجمع الأمم المتحدة ومدارسها، معتقدين أن هذه تشكِّل ملاذات آمنة من الهجمات الإسرائيلية. وكانوا على خطأ".

للمزيد من المعلومات

اقرأ ما دونته منظمة العفو الدولية من غزة)حالياً باللغة الإنجليزية)
الأزمة في غزة
إسرائيل استخدمت الفسفور الأبيض في مناطق غزة المدنية (
أخبار، 19 يناير/كانون الثاني 2009)
فريق منظمة العفو الدولية يتمكن من دخول غزة (
أخبار، 19 يناير/كانون الثاني 2009)
ينبغي التحقيق في قصف مجمع الأمم المتحدة (
أخبار، 15 يناير/كانون الثاني 2009)
حظر توريد السلاح أمر أساسي مع ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في غزة (
أخبار، 15 يناير/كانون الثاني 2009)
تصاعد الدعوات لإجراء تحقيقات وضمان المساءلة في نزاع غزة (
أخبار، 14 يناير/كانون الثاني 2009)

 

 

 

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article