أعضاء في البرلمان الإيطالي يقاطعون خطاب القذافي

Publié le par bbc arabic

 

واجه الزعيم الليبي، معمر القذافي، خلال اليوم الثاني من زيارته الرسمية لإيطاليا مقاطعة من بعض نواب مجلس الشيوخ لخطابه الذي ألقاء أمام المجلس.

وجاء قرار المقاطعة احتجاجا من النواب على ما وصفوه بمحاولة القذافي إعادة فتح الماضي الاستعماري الإيطالي لليبيا.

وتم نقل خطاب القذافي إلى صالة أصغر بعدما كان مقررا إلقاؤه في القاعة الرئيسية لمجلس الشيوخ.

وفي كلمته إن "الناس ينبغي أن يبذلوا جهدا لفهم أسباب الإرهاب وليس حصر أنفسهم في معرفة آثار (الإرهاب) مثلما ينطبق الأمر على ظاهرة القرصنة" وقارن الغارات الأمريكية على طرابلس وبنغازي عام 1986 بهجمات بن لادن.

واستخفت الصحف الإيطالية الصادرة اليوم بزيارة القذافي بعدما أشار في اليوم السابق إلى الماضي الاستعماري الإيطالي لليبيا وذلك بتعليق صورة للمقاوم الليبي عمر المختار على زيه العسكري الذي كان يرتديه علما بأن القوات الإيطالية التي كانت تستعمر ليبيا أعدمت المختار عام 1931.

احتجاجات

ولليوم الثاني على التوالي تكررت المظاهرات في العاصمة الإيطالية ضد زيارة القذافي.

ونظم هذه التجمعات ناشطون وطلاب احتجاجا على ما وصفوه بأنه انتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا.

وتحولت بعض المظاهرات إلى مواجهات بين الشرطة والمحتجين خاصة من الطلبة.

وجاءت زيارة القذافي في ظل انتقادات إلى حكومة بيرلوسكوني بشأن عزمها إعادة نحو 500 مهاجر إلى ليبيا كان ألقي القبض عليهم في المياه الدولية بموجب سياسة جديدة اعتمدتها الحكومة الإيطالية في الشهر الماضي.

وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأربعاء إن زيارة القذافي تمثل "احتفالا بصفقة وسخة بموجبها اتفق البلدان على ضرب حقوق اللاجئين والمهاجرين عرض الحائط".

ولاحظت وكالة اللاجئين الأوروبية في الأسبوع الماضي أن ليبيا هي البلد الأفريقي الوحيد الذي لم يوقع على معاهدة 1951 بشأن حقوق اللاجئين.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو بيرلوسكوني، خصص أمس الأربعاء استقبالا رسميا للزعيم الليبي ولحاشيته التي بلغ عددها 200 شخص في مستهل زيارته الرسمية التي تدوم ثلاثة أيام بهدف تعزيز معاهدة الصداقة التي وقعت السنة الماضية بين البلدين.

وامتدح القذافي بيرلوسكوني على "شجاعته في اتخاذ هذا القرار التاريخي بالاعتذار إلى الشعب الليبي" عن الاستعمار الإيطالي لليبيا ما بين 1911-1947.

وأضاف القذافي أن "موسولوني هاجم الشهداء فقط لأنهم دافعوا عن أرضهم. ارتكبت جرائم عديدة خلال هذه الحقبة وتعرض آلاف الليبيين إلى الترحيل".

وكان نظام القذافي قد قبل تحمل مسؤولية تفجيرات لوكربي التي استهدفت طائرة بانام الأمريكية فوق اسكتلندا عام 1988 وأدت إلى مقتل 270 شخصا.

معاهدة الصداقة

وتابع القذافي في إشارة إلى معاهدة الصداقة بين إيطاليا وليبيا الموقعة في شهر أغسطس/آب 2008 قائلا إنها "ليست بشأن حسابات ودولارات ولكنها بشأن مبادئ. فلنأمل أن تحذو قوى استعمارية أخرى حذو إيطاليا".

وقال بيرلوسكوني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع القذافي إن إيطاليا وليبيا يرتبطان "بصداقة حقيقية وعميقة".

وعادت ليبيا إلى المسرح الدولي بعد تخليها عن برنامجها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل عام 2003.

وتقضي المعاهدة بأن تدفع إيطاليا مبلغ خمسة مليارات دولار أمريكي لليبيا تعويضا لها عن الحقبة الاستعمارية التي دامت أكثر من ربع قرن.

 

 

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article