الو تل ابيب

Publié le par محمد بلكميمي

نبشركم بقطع الخط ... 

عندما تقرر الحكومات العربية  وقف الاتصالات الهاتفية مع اعدائها  كما فعل الرئيس  المصري المخلوع حسني مبارك  مع اعدائه الخمسة  " في عين العدو" .. باكستان ، العراق ، ايران ، السودان ، افغانستان ، وذلك كما قالت حكومة الرئيس المخلوع في ذلك الوقت  " لمنع المتطرفين  من اجراء  او تلقي  اتصالات من الخارج "  انتبهوا لهذه العبارة ،       

                                           " تلقي اتصالات من الخارج "

 

وقد اعلن الرئيس المصري  في التسعينيات ان هذا الاجراء  قد تم  في اطار  جهود  الدولة  لمحاصرة

 " الارهابيين  الذين يتلقون التعليمات من الخارج " .

ولكن لامانع  طبعا ان يقوم هو شخصيا  " الرئيس المصري سابقا حسني " بتلقي مكالمات هاتفية  من

 " الخارج " فقد اعلنت الخارجية  المصرية فيما مضى ممن يتذكر الاحداث  من الغاء الخطوط الهاتفية  مع الدول الخمس المذكورة .

 تلقى  الرئيس مبارك بسنة 1993  اتصالا هاتفيا  من رئيس دولة  " اسرائيل " عيزرا وايزمان ،  ناقشا اخر تطورات " عملية السلام! " .

الغريب في ايام سنة 2011   ،  اغلب الحكومات العربية ( ليبيا ، حكومة سوريا ، حكومة اليمن ، حكومة البحرين ... الى اخر طابور الحكومات 22 ) في ظل اوضاع حركة الشعوب بهذه المناطق  ، اغلب  الحكومات عودتنا  ولا زالت تعودنا على اعتناقها  مبدأ " الاتصال بالخارج" .

بل وتعتبر هذا الاتصال بالخارج  من اهم مبادئ سياستها " الحكيمة " ولكنها لاتطيق  ان يشاركها  احد هذا الغرامبالخارج ، وخصوصا اذا اتى من الشيطان الرجيم " المعارضة " .

فالحكومة السعودية مثلا لم تتردد لحظة واحدة  في الاستعانة بالفرقة الفرنسية  الخاصة  بمكافحة  الارهاب  ايام الراحل  جيسكار ديستان  لاخراج المعارضين الاصوليين  الذين احتلوا الحرم المكي .كما استعان القذافي بعناصر من دول اخرى في محاربة الشعب الليبي الحر .

كما لم تجد  حكومات الخليج  حرجا  في " الاتصال " بالحكومة الامريكية في انزال نصف مليون جندي امريكي بالاستعانة  بالغرب فوق اراضيها  في صيف 1990 .وانشاء قواعد الخارج ، والتي تسمى القواعد العسكرية ، ولا نقول القاعدة العسكرية .

عندما  تقوم الحكومات العربية  بالاستعانة  بالغرب  ليقدم خدماته  باموال الشعوب العربية  وينقذ الحكومات العربية من   مشاكلها الداخلية والخارجية  المتمثلة في الانتفاضات الشعبية  ، يصبح هذا الاتصال محمودا  ومباحا ، لا بل تستصدر  من اجله الفتاوي .

لكن ويل  للمواطنين  اذا حاولوا  تقليد اولي الامر  في هذه السنة المحمودة ، وتجراوا على الاتصال باجهزة الاعلام الغربية  لمجرد ابلاغها  بنبا تشكيل  لجنة للدفاع عن حقوق الانسان  وحقوق المعتقلين السياسيين  وعدد الموتى والجرحى  في الانتفاضات الشعبية الاخيرة ، هنا تقوم قيامة علي عبد الله صاالح عندما يعبر في عموده صباح مساء دخول البلاد في اجندات خارجية ، او عندما يقول بشار الاسد  وجود الطرف الثالث

وينعتون شعوبهم  بشتى انواع النعوت  ابتداءا من اختلاط الرجال بالنساء  الى العمالة  وانتهاءا بالخيانة الوطنية  كما يردد الڭذافي .

اذا اراد مسؤولو البلاد العربية  ان يطيعهم الناس ، فليبداوا بانفسهم  كي يصبحوا قدوة  يقتدى بها  المواطنون ، لاان يفعلوا هم عملا ويحرمونه على الاخرين .

على كل حال ،  في عصر  الفايسبوك  والاقمار الاصطناعية  والهواتف النقالة والتكنولوجية الرقمية وحرب الكلمات التي تشن حرب العصابات على الظلم والعدوان ، يصبح الحديث  عن قطع الاتصالات  الهاتفية نكتة  ومن الافضل  ان تفتح الحكومات التي تحكمنا  خطوطها مع المواطنين  لتعرف مشاكلهم  الحقيقية  ومعاناتهم  اليومية  مع ،

الخبز والسكن والدواء ، والكرامة ووو  قبل انقطاع المسافة الفاصلة بين الحكومة والشعب ...

                                                                                                                               محمد بلكميمي / بولمان    

 

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article