المغرب يصعّد من حملته الدبلوماسية الاعلامية على الجزائر والبوليزاريو تاريخ النشر : 2010-09-20 القراءة : 1466 غزة - دن
غزة - دنيا الوطن
صعد المغرب من حملته الاعلامية على الجزائر وجبهة البوليزاريو وقال انه في الوقت الذي تشهد فيه منطقة المغرب العربي تقدما في مجالات الديمقراطية وتعزيز دولة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، فإن الجزائر تشهد تراجعا وتستعمل المغرب كورقة لتصريف مشاكلها الداخلية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وقال عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة ان الجزائر "غير مؤهلة لإعطاء دروس للمغرب في مجال حقوق الإنسان، وان توظيفها لهذه الحقوق في الصحراء الغربية ليس سوى مواصلة، بوسائل أخرى، لسياستها المعادية تجاه الوحدة الترابية للمغرب".
وجاءت تصريحات المسؤول المغربي بينما كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تطالب برفع الحجز عن صحافيين مغربيين بأسبوعية "الصحراء المغربية"، اعتقلتهما قوات الأمن الجزائرية السبت.
وقالت النقابة في بلاغ إنها تتابع "بقلق شديد تطورات احتجاز" الصحافيين محمد السليماني ولحسن فيتبادار، في أحد فنادق تندوف، من طرف الشرطة الجزائرية، التي أخضعتهما لاستنطاق بوليسي في أحد مخافر المطار، عند وصولهما لهذه المدينة لتغطية عودة مصطفى سلمى ولد مولود، المفتش بشرطة مخيمات تندوف.
وقالت الأسبوعية التي يشتغلان بها، انها تقدمت بطلب رسمي للسلطات الجزائرية المعنية، قصد التغطية، فقبلت الأمر وعلى هذا الأساس سافر الصحافيان إلى تندوف.
واعتبرت النقابة أن "سلوك السلطات الجزائرية يسعى إلى ترهيب الصحافيين المغاربة والأجانب، النزيهين، حتى لا يقتربوا من تندوف ويطلعون الرأي العام على واقع المخيمات"، مشيرة إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي "تتعسف فيها هذه السلطات على صحافيين مغاربة لنفس الأسباب، بل إنها قامت بحجز وطرد صحافيين أستراليين قاموا بفضح ممارسات العبودية من طرف جبهة البوليزاريو".
وتشكل عودة مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود المسؤول السابق بجبهة البوليزاريو الى عائلته في مخيمات تندوف قضية اساسية في حرب حقوق الانسان بين المغرب والجبهة.
ويقول ولد سيدي مولود الذي لا زال في الاراضي الموريتانية ان جبهة البوليزاريو ارسلت له تهديدات باعتقاله فور دخوله المخيمات.
واعلن ولد سيدي مولود بداية آب/اغسطس الماضي بعد زيارة عائلته بمدينة السمارة مسقط رأسه والتي غادرها في 1979، انه اقتنع بأن الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب حلا عادلا ومقبولا للنزاع بين المغرب والصحراويين وانه قرر العودة الى مخيمات تندوف للدفاع عن افكاره بين اللاجئين هناك.
تبادل زيارات
من جهة اخرى دان المغرب منع 20 مغربيا مستفيدا من عملية تبادل الزيارات العائلية، التي تشرف عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، من دخول مطار تندوف بالجزائر وحمل البوليزاريو مسؤولية المنع الى مسؤولين في المفوضية لعدم تنسيقهم معها.
وقال بلاغ لوزارة الخارجية المغربية ان "الجانب المغربي يندد بهذا الأسلوب الجديد من الاستخفاف بمشاعر وانتظارات عائلات الأشخاص المدرجين ضمن هذه الزيارة التي تم إجهاضها، كما يستنكر ما تذرعت به الأطراف الأخرى من أجل تبرير هذا العمل غير المسؤول، في محاولة لتحميل المسؤولية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين راعية والموكل إليها، بشكل حصري، تنفيذ هذه العملية الإنسانية".
وأضاف البلاغ أنه "في الوقت الذي اتخذت فيه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين جميع الإجراءات من أجل استئناف العملية الإنسانية البحتة لتبادل الزيارات العائلية بين مخيمات تندوف والأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، فإن الولوج إلى مطار تندوف بالجزائر قد قوبل بالرفض، بالنسبة لـ 20 مستفيدا مغربيا، قادمين من مدينة السمارة، بعد اختيارهم من طرف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، على الرغم من أن التحضير لاستئناف هذه العملية جرى تحت الإشراف المباشر للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وفي احترام تام لمخطط العمل والإجراءات المعمول بها".
ويقول المغرب انه خلال اجتماع انعقد بجنيف في ثاني تموز/يوليو الماضي بين وفد مغربي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، اتفق على الاستئناف الفوري لتبادل الزيارات العائلية، كما تم إبلاغ الوفد المغربي بموافقة جبهة البوليزاريو على أن تستأنف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هذه الزيارات.
من جهتها قالت جبهة البوليزاريو ان الحكومة المغربية حاولت إقحام مسؤول بالأمم المتحدة للبدء في استئناف الزيارات بين العائلات الصحراوية دون التنسيق مع الجبهة في محاولة منها للتغطية على تعنتها في منع هذه الزيارات منذ عدة أشهر.
وقال محمد خداد المنسق مع الامم المتحدة "المثير للدهشة هو تواطؤ بعض موظفي المفوضية مع هذا النهج الغريب وغير المعقول حيث وصل الحد إلى التفاهم مع الطرف المغربي بصورة أحادية على تجاوز الطرف الصحراوي وعدم التنسيق معه في مسألة تنظيم رحلات الزيارات العائلية".
واعتبر خداد "هذا التصرف الطائش" "محاولة للقضاء على كل الجهود المبذولة لاستئناف عملية تبادل الزيارات على أسس إنسانية شفافة عادلة وواضحة دون التدخل من الأطراف في تحديد قوائم المستفيدين"، رافضا أن تسير عملية تبادل الزيارات "بمشيئة وإرادة السلطات المغربية التي تمنع من تشاء وتقصي من تشاء".
وفي اطار اجراءات تدعيم الثقة اتفقت الامم المتحدة 2003 عام مع كل من المغرب وجبهة البوليزاريو على تسهيل تبادل الزيارات العائلية بين المدن الصحراوية ومخيمات تندوف التي تنظمها المفوضية العليا للاجئين واستفاد من البرنامج منذ انطلاقته سنة 2004 10 آلاف و500 شخص في حين يوجد 31.000 في لائحة الانتظار.
وتتهم جبهة البوليزاريو السلطات المغربية بوقف برنامج تبادل الزيارات عبر الجو منذ اذار/مارس الماضي وعرقلة التحضيرات الخاصة بتبادل الزيارات عبر البر والتي تم الاتفاق بشأنها في آب/اغسطس 2009 بفيينا (النمسا) بهدف زيادة عدد المستفيدين من البرنامج وعدم اقتصاره على الطريق الجوي.
وقال الدبلوماسي المغربي عمر هلال ردا على اتهامات جزائرية للمغرب بممارسة انتهاكات لحقوق الانسان في المناطق الصحراوية المتنازع عليها ان الأراضي الجزائرية بشكل عام، ومخيمات تندوف على وجه الخصوص، يجب ان تحظى باهتمام الامم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الانسان لانهما لا تزالان مغلقتين في وجه المنظمات غير الحكومية الدولية والوفود الرسمية والصحافة الدولية.
وأضاف "أكثر من ذلك، فإن المنظمات غير الحكومية الدولية والهيئات الأممية لحقوق الإنسان تواجه دوما بالمنع من الدخول إلى الجزائر".
وأوضح أن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان "مستمرة بمخيمات تندوف حيث يتم احتجاز آلاف المغاربة منذ عقود خدمة للأجندة السياسية الداخلية والإقليمية للجزائر".