اقتحام الحي الجامعي بمراكش

Publié le par abdelilah tatouche

 

تعيش كلية الحقوق والآداب التابعتين لجامعة القاضي عياض بمراكش، مقاطعة شاملة للدراسة منذ 20 أبريل 2008 احتجاجا على عدم استجابة إدارة الجامعة لمطالب الطلبة، خاصة إرجاع الطلبة المطرودين.

وعرفت الإضرابات الطلابية أوجها يوم 25 أبريل على خلفية التسمم الغذائي الناتج عن تناول وجبة غذائية فاسدة داخل مطعم الحي الجامعي والذي راح ضحيته 24 طالب نقلوا إلى المستشفى للعلاج  بعد مماطلة غير مبررة من طرف الإدارة. ومعلوم أن طلبة الحي الجامعي نظموا مسيرة من الحي الجامعي في اتجاه المستشفى مساء يوم 25 أبريل تصدت لها قوات الأمن بقوة مستعملة القنابل المسيلة للدموع والهراوات فكانت النتيجة إصابات بليغة في صفوف الطلبة، واعتقال 30 طالبا قدموا على دفعتين للنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، حيث أطلق سراح 9 معتقلين يوم 26 أبريل وأحيل 21 معتقل على قاضي التحقيق الذي قرر يوم 27 أبريل تمتيع طالبة معتقلة بالسراح ووضعها تحت  المراقبة القضائية، وإيداع 20 طالبا  رهن الاعتقال. ليتم تمتيعهم بالسراح المؤقت يوم 9 ماي 2008 عقب انتهاء التحقيق التكميلي.

ليتابعوا بتهم: المشاركة في التجمهر المسلح الاعتداء على موظف أثناء مزاولته لمهامه. تعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة. الاعتداء على ممتلكات الغير.

أمام هذه الوضعية قرر الطلبة الذين هيئوا ملفا مطلبيا من 3 محاور: الشق المادي، الشق البيداغوجي، الشق الديمقراطي، تنظيم مسيرة من الحي الجامعي في اتجاه رئاسة الجامعة لاستئناف جولات الحوار حول مطالبهم.

هذه المسيرة قرر لها يوم 14 ماي 2008 على الساعة الثالثة والنصف زوالا. وقبل مغادرة الطلبة للحرم الجامعي تمركزت كل أصناف قوات الامن (قوات التدخل السريع Force mobille، الشرطة...) مدججة بالمعدات الخاصة بمكافحة الشغب حسب مفهومها القمعي.

وحسب المعطيات المتوفرة والمعاينة الميدانية فالمواجهة بين الطلبة وقوات الأمن انطلقت خارج الحرم الجامعي مباشرة بعد انطلاق المسيرة من كلية الحقوق، حيث عمدت قوات الأمن إلى تفريق الطلاب وتشتيتهم  وإبعادهم عن الحي الجامعي وإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى كليتي الحقوق والآداب والحي الجامعي، ودفع الطلبة إلى الأحياء السكنية وخاصة الوحدة الثالثة والرابعة بحي الداوديات.

وعلى الساعة السادسة حدث ما يمكن نعثه بالفاجعة الكبرى، إغراق مدخل الحي الجامعي بحوالي 20 قنبلة مسيلة للدموع واقتحام قوات القمع للحي الجامعي من البوابة المؤدية الى اقامة مدير الحي واستعمالها للقوة بشكل مفرط، ووصل الحد إلى اقتحام مراقد الطالبات والطلبة وممارسة الضرب والتنكيل إلى درجة أن أغلب الطلبة أصيبوا بجروح ورضوخ ومنهم من لم يعد يقوى على الحركة، فقامت أجهزة الأمن بسلب الطالبات والطلبة ممتلكاتهم (نقود، هواتف محمولة، حواسيب محمولة، ساعات، آلات تصوير...)

وبعد تحكم قوات الأمن في كافة أجزاء الحي الجامعي وحجز ما يقارب  300 طالب في ساحة الحي بدأت عملية انتقاء المعتقلين الذي وصل إلى حدود 100 معتقل نقلوا إلى  المصلحة الولائية للأمن بجامع الفنا.

وفي أجواء الترهيب والتعنيف الممارس على الطلبة، قامت قوات الأمن بمطاردة الطلبة إلى سطح الحي الجامعي. وأثناء تشابكها مع الطلبة الذين حاولوا الفرار.

وحسب بعض المصادر فإن احد الطلبة(الوالي القادمي) أثناء الاشتباك مع قوات الأمن وفي محاولة لإلقاء القبض عليه عبر طرحه أرضا هوى من الطابق الرابع للحي، حيث نقل إلى المستشفى وتتحدث العديد من المصادر عن اصابته على مستوى عموده الفقري.

وفور علمنا بالأحداث انتقلنا حوالي الساعة الخامسة مساءا إلى جوار الحي وكليتي الحقوق والآداب، ولاحظنا الوجود الكثيف لقوات الامن والمحاصرة الشاملة للحرم الجامعي والاحياء المجاورة. وبعد شيوع خبر اعتقال الطلبة، توجهنا إلى كوميسارية جامع الفنا حوالي الساعة الثامنة والنصف مساءا الى حدود الساعة 11ليلا، حيث تم رفض إعطائنا أية معلومات حول حجم الاعتقالات في صفوف الطلبة، وتمكنا من استقاء معلومات أكيدة من الطلبة المفرج عنهم، والذي كان يتم إطلاق سراحهم عبر دفوعات ويمكن تسجيل ما يلي:

- كل المفرج عنهم تبدوا عليهم آثار التعذيب النفسي والجسدي، وصرحوا أنهم تعرضوا للضرب بشكل قوي داخل الحي، وبشكل أقل داخل مخفر الشرطة.

- ممارسة التعذيب بشكل وحشي داخل مخفر الشرطة بجامع الفنا في حق بعض المعتقلين وخاصة الطالب يونس الذي تعرض إضافة إلى التعذيب الجسدي إلى تعذيب نفسي بإرغامه على القول أمام الطلبة المعتقلين "أنا ماشي راجل" وتزداد حالة التعذيب قسوة بعد رفضه ترديد هذه العبارة. 

وتوصلنا بإيفادات مضمونها استمرار المواجهات خارج الحي الجامعي في مناطق متعددة من الأماكن السكنية القريبة من الجامعة إلى حدود ساعات متأخرة من الليل . إضافة إلى أن أغلب الطلبة قضوا ليلتهم خارج الحي موزعين في أماكن متفرقة من أحياء البديع، الداوديات... خوفا من الاعتقال والضرب.

ونسجل، نقل العديد من المصابين إلى المستشفى، وتتحدث بعض المصادر عن حدوث حريق  ليلة14ماي على الساعة11  داخل إدارة الحي الجامعي وإحدى مقاهي الشيشة بجوار كلية الحقوق.

وعلمنا أن جميع قوات القمع قد غادرت محيط  الجامعة والحي الجامعي حوالي الساعة12 ليلا

كما توصلنا صبيحة يوم 15 ماي أن بعض القاطنات والقاطنين بالحي الجامعي جمعوا أمتعتهم قصد مغادرة الحي الجامعي، باعتبار أن الإقامة لا توفر لهم الشروط الدنيا من السلامة والأمان الشخصي نظرا لاستباحة الحرم الجامعي من طرف قوات الأمن واستباحة أجساد الطلبة والطالبات.

 

 

علمنا أن موجة الإعتقالات بالأمس طالت 100 طالب احتفظ ب 7 منهم كما تم اعتقال 10 طلبة صبيحة يوم 15ماي بعد مطاردات في مكان بعيد عن الجامعة ومن ضمن المعتقلين طالبة.

 

كما علمنا أن إدارة الجامعة نشرت بلاغا تحذر من سنة بيضاء إذا لم يستأنف الطلبة الدراسة  خلال الأيام القليلة القادمة .           

ومساء يوم الخميس 15ماي اندلع حريق في الجناح الخاص بالطالبات داخل الحي الجامعي تم التحكم فيه بسرعة وعادت وبشكل قوي قوات الامن الى الحرم الجامعي وعلمنا من مصادر موثوقة ان عملية اخلاء الحي الجامعي من القاطنين استمرت الى المساء تحت مراقبة قوات الامن بعد اجبارهم من طرف الادارة.

هناك تضارب حول عدد المعتقلين وان كنا نتوفر على لائحة اولية باسماء البعض منهم اوالدين اتصلت عائلاتهم بنا قصد الاخبار والمساندة.

الاعتقالات لم تكن عشوائية على اعتبار انه اثناء عملية اقتحام الحي كان البوليس يسال عن اللائحة المعدة سلفا.

تم يوم 15ماي ليلا اقتحام منزل الاخوين المعتقلين عثمان ومراد الشويني في حي الداوديات من طرف البوليس .

 

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article