أحمد دومة الذي عرفته

Publié le par عمار عطوة

هكذا هو الحال في مصر الشرفاء وراء القضبان يحاكمون أمام قاض غير قاضيهم هم مدنيون يحاكمون أمام قاض عسكري ليس له حق إصدار الحكم وإنما يكون هو بطل المسرحية التي يخرجها النظام الديكتاتوري الفاشل ويكتب لها السيناريو أيضا فينطق البطل أو ما يطلقون عليه اسم القاضي الحكم المنصوص عليه في السيناريو . 

هذا هو ما حصل مع المدون المصري أحمد سعد دومة فكما يعلم الجميع فأحمد كان قد استطاع الدخول إلى غزة في اليوم الرابع للعدوان وأخذ ينقل لنا الأحداث من الداخل من خلال مدونته ( شاعر إخوان ) وأثناء عودته لمصر اعتقلته قوات الأمن المصرية وأحاله النظام الديكتاتوري إلى المحكمة العسكرية رقم 34 لسنة 2009 جنح عسكرية شمال سيناء، وبعد سماع المحكمة للمرافعات قررت حجز الدعوى للحكم بتاريخ يوم الثلاثاء 10 فبراير 2009 م وبالفعل قضت أمس ماتسمي بالمحكمة العسكرية بالإسماعيلية بحبس كل من أحمد سعد أبو دومة وأحمد كمال عبد العال سنة مع الشغل وغرامة 2000 جنيه، بزعم التسلل عبر الحدود الشرقية بطريق غير شرعى، بزعم مخالفة القرار الجمهوري 298 لسنة 1995م . 

ولكن ليست هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها أحمد دومة فكان قد سبق اعتقاله من قبل عقب تبنيه لحملة ( المليون وجه ضد نظام مبارك ) وكانت آخر كلمة قالها له المحقق ساعتها ( دي كانت شدة ودن يا دومة ) وهذه الحملة كانت تتلخص في أن يدخل من يرفض نظام مبارك ويوقع باسمه وصورته ضد هذا النظام الظالم ، وكان هذا الخبر هو ثالث تدوينة أكتبها في مدونتي هذه . 

أحمد دومة رأيته لأول مرة في مؤتمر المدونين الأول ( تجمع مدونين من أجل وطن عربي بدون سجين رأي واحد ) وفي هذا المؤتمر أعجبت جدا بفكرة حملة عرضها أحمد دومة فتكلم دومة في المؤتمر وعرض فكرة حملة ( يلا نراقبهم ) ويقصد بها مراقبة ضباط أمن الدولة والشرطة وكل من يتورط في قضايا تعذيب وذلك بنشر أسمائهم وصورهم وعناوينهم وأرقام تليفوناتهم وكل ما نعفه عنهم من معلومات وفي كلمته في هذا المؤتمر صرخ دومة ( مش حنخاف بعد انهاردة ) وكان المؤتمر بعد اعتقاله المرة الأولى بفترة بسيطة . 

إذن فهذا هو أحمد سعد دومة الشاب المصري المدون الشجاع الذي رفض أن يكتم صرخاته وآلامه وأبى إلا أن يترجمها لواقع عملي .

 هذا هو أحمد دومة الذي عرفته .

 

عمار عطوة

مدونة حسبي ربي

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article