أبطال من ورق

Publié le par بشرى ايجورك

رأي في واقع الإنتخابات بالمغرب
  بشرى ايجورك
 " جريدة المساء يوم السبت/الأحد 7يونيو "

 

عرضت قناة الجزيرة الوثائقية، قبل أيام، فيلم «أسطورة الريف» للمخرج المغربي محمد بلحاج، عن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي. وقد جاء توقيت عرض الفيلم معبرا جدا لكونه يصادف حمى الانتخابات التي تصيب المملكة وما يصاحبها من برامج هزلية في التلفزيون ودعايات مستفزة ومعارك باردة وساخنة، علنية وسرية وشعارات مزيفة ووعود كاذبة ووجوه لأسماء احترفت الكذب وامتهنت التزوير لعقود من الزمن ولازالت في مكانها لم تبرحه قط.
عباد الكراسي الذين لا يتنازلون عن مقاعدهم في المقدمة حتى وإن قذفوا بالحجر.
لذلك حينما نشاهد مسار حياة زعيم مغربي بحجم الخطابي يتملكنا إحساس متناقض بالفخر والمذلة. الفخر لأن هذا الوطن أنجب سياسيا يعتبر درسا في المقاومة والحروب التحريرية؛ والمذلة لما آلت إليه أحزابنا وسياسيونا.
تلك الوجوه كالحة الملامح التي تطل علينا عبر شاشات التلفزيون بابتسامة مصطنعة وحب زائف ووعود اجترتها لسنين طويلة مريرة دون أن تمل من تكرارها. هذه «الجثث» السياسية التي لا يجرؤ أحد على إزاحتها من مكانها. هؤلاء المتعطشون دوما للسلطة والمال والنفوذ يظنون أنفسهم دائما على صواب وأنهم الأذكى لأنهم استطاعوا الاحتفاظ بكراسيهم رغما عنا كل هذا العمر، رغم أنهم لا يستحقون الجلوس عليها ولو ليوم واحد.
أشخاص بملامح مختلفة ونوايا واحدة، برموز متباينة وحزب وحيد، بانتماءات متعددة وبعقلية واحدة.
فهمهم للسياسة بدائي جدا وتعاملهم مع السلطة «جاهلي». يصرخون ويشتمون ويتعاركون على مرأى ومسمع من الوطن. يتاجرون في عباده وماضيه وحاضره ومستقبله، هازئين بأنفسهم وبنا.
لا سبيل إلى مقاطعتهم أو معارضتهم إلا بتركهم وحيدين أمام صناديق الاقتراع يواجهون فشلهم وزيفهم. فقد انفض الناس من حولهم لأن لا رجاء فيهم.
فيلم «أسطورة الريف» يلقي الضوء على شخصية زعيم سياسي كبير بالمعنى الحقيقي للكلمة، ويقدم نموذجا متفردا لأهم قائد للمقاومة المسلحة التحريرية. كان يسعى إلى التحرير وليس إلى الحكم؛ وكان يقاتل بجانب أتباعه، إذ لم يقد الحرب من مخبأ؛ كان هادئا ومتواضعا وكتوما رغم أنه رجل حرب؛ لم يكن كثير الثرثرة ولم يصبه غرور العظمة رغم أن صيته تجاوز الحدود ليؤثر في ماوتسي تونغ وتشي غيفارا.
قاد معركة كبرى ضد الإسبان.. معركة «أنوال» التي لا تزال محطة سوداء في سجل الجيران، فهي أكبر هزيمة تلقاها الإسبان طيلة تاريخهم العسكري.
أما سياسيونا الآن فأبطال من ورق لا يتقنون سوى الانفعال والتذمر والصراعات الشخصية الصبيانية التي لا تهم المواطنين في شيء، غير عابئين بتاريخ سيحاسبهم ويحاكمهم ويطالبهم بالكثير.
لا يشعرون بالخجل وهم يبدون جشعهم وركضهم لاهثين لتحصيل الكراسي والمناصب على حساب المستضعفين والبسطاء الذين لا يتذكروهم إلا في المواسم الانتخابية، فيأتون بحثا عنهم ليعانقوهم ويضموهم كي يسلبوهم ما تبقى لهم: أصواتهم.
لكن صوتنا غير مسموع حتى حينما نصرخ تخرج صرختنا غريبة عنا. لذلك يفضل بعضنا الصمت رافضين أن يمنحوا أصواتهم لهؤلاء الأبطال الورقيين، في انتظار زعماء حقيقيين يعيدون إلى هذا البلد مجده وقوته وعزته وعنفوانه.                                     

ظاهرة جديدة تعرفهاهذه الانتخابات المزيفة والمتعلقة بالمرشح الوحيد في كثير من الدوائر بدون منافس تبين مدى ارتباطهم بالكراسي مما لجؤوا الى الاساليب المعروفة توزيع المال الحرام مستغلين الاوضاع الاجتماعية للمصوتين وفي بعض الاحيان يمارس في حقهم الترهيب خوفا من عدم الحصول على النسبة المطلوبة في هذه الحالة اللهم ان هدا لمنكر

 

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article