حادث الحذاء يثير ردود فعل متباينة في العراق

Publié le par بي بي سي عربية

توالت ردود الفعل الرسمية والشعبية داخل العراق على قيام مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي بإلقاء حذاءيه على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش.

فقد خرجت الآلاف من أنصار التيار الصدري في تظاهرات في مدينة الصدر ببغداد ومدينة النجف جنوبي العاصمة العراقية تندد بالرئيس بوش وتطالب بإطلاق سراح الصحفي العراقي.

ففي مدينة الصدر أحرق المتظاهرون العلم الأمريكي وأشادوا بتصرف الزيدي و في النجف ألقى بعض المتظاهرين بأحذيتهم في اتجاه دورية أمريكية وقال شهود عيان إن الجنود الأمريكيين لم يردوا على ذلك.

واكد الشيخ حازم الأعرجي القيادي في التيار الصدري إنه سيتم تنظيم المزيد من المظاهرات في أنحاء البلاد تضامنا مع الزيدي.

وكانت الحكومة العراقية قد ادانت بشدة تصرف الزيدي ووصفته بأنه "مخجل" وطالبت باعتذار رسمي يبث على شاشة تلفزيون البغدادية.

وأفاد مصدر حكومي عراقي أن الصحفي العراقي قيد الاحتجاز ويتولى التحقيق معه حرس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وأضاف المسؤول في تصريح لوكالة أسوشيتد برس أنه يتم إجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كان الزيدي يتعاطي الكحول أو المخدرات.

من جهته قال الدكتور زهير النهر، المتحدث باسم حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي لبي بي سي إن الحادث لا يعكس موقف الرأي العام العراقي تجاه الرئيس بوش.

وقد أكد ضرغام الزيدي شقيق منتظر أن الصحفي العراقي محتجز لدى الأمن القومي العراقي وأنه لايوجد أي اتصال معه.

وأضاف في اتصال هاتفي مع بي بي سي العربية أن الحكومة العراقية ترفض الكشف عن مكان منتظر ورفضت أيضا السماح لنواب في البرلمان العراقي بمقابلته.

وقال ضرغام إن حرس رئيس الوزراء العراقي ضربوا شقيقه " بوحشية وبقساوة " معربا عن قلقه تجاه الحالة الصحية لمنتظر.

وأضاف أن اللكمات التي تلقاها شقيقه من الحرس العراقي "تكفي لإسقاط جمل"،وأشار أيضا إلى أن عائلة الزيدي لم تتلق إشعارا رسميا بتحريك الدعوى القضائية ضد منتظر.

قناة البغدادية

في هذه الأثناء طالبت قناة البغدادية التي تبث من مصر السلطات العراقية بإطلاق سراح مراسلها " تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الاميركية العراقيين بها".

وأضاف بيان للقناة أن أي اجراء يتخذ ضد منتظر يعتبر تذكيرا "بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري من اعمال عنف واعتقال عشوائي ومقابر جماعية ومصادرة للحريات الخاصة والعامة".

كما طالب البيان المؤسسات الصحافية والاعلامية العالمية والعربية والعراقية التضامن مع منتظر الزيدي للافراج عنه.

ونقلت وكالات الأنباء عن بعض زملاء الزيدي في مكتب القناة ببغداد أنه كان يخطط منذ شهور لإلقاء الحذاء على بوش.

هيئة دفاع

من جهة اخرى أعلن خليل الدليمي الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أن نحو 200 محام عربي واجنبي ابدوا استعدادهم للدفاع عن الزيدي.

وقال الدليمي إن العمل يجري على قدم وساق من اجل انشاء هيئة دولية للدفاع عن الصحفي العراقي بالتنسيق مع اتحاد المحامين العرب ونقابات المحامين في الدول العربية.

وأيد المحامي تصرف الصحفي العراقي وقال إن "هذا اقل ما يمكن فعله لرئيس دولة طاغية اجرم بحق العراق والعراقيين وتسبب بمقتل حوالى مليوني إنسان بريء".

وأوضح أن الدفاع سيتسند على ان غزو العراق غير مشروع وأن "مجيء بوش الى العراق كمحتل كان يجب ان يقاوم بكل الوسائل بما في ذلك الاحذية".

الصحف العراقية

وحاولت الصحف العراقية التقليل من شأن الحادث واشار بعضها إليبه في سياق تغطيتها لخبر الزيارة.

وجاء في تعليق قصير لصحيفة الصباح بعنوان "حرية التعبير أم حرية الحذاء" أن الرئيس بوش وظف هذا التصرف على أنه "تعبير عن توفر الحرية، وان صاحب السلوك اراد لفت الانتباه، ثم حوله الى مفارقة طريفة حين اشار الى مقاس الحذاء !"

ووصف الحدث بأنه ذو طبيعة "تافهة وسخيفة كونها لم توصل بلاغة السؤال الذي كان يفترض ان يظهره الصحفي العراقي بانتزاع اجابات مهمة عن السياقات المستقبلية للعلاقة العراقية الاميركية واثر الزيارة في وقت يعيش فيه المناخ السياسي العراقي اسئلة مقلقة".

 

 

 

 

Publié dans Actualité

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article